ملخص المقال
ثورة بني عدي ضد الفرنسيين– في مثل هذا اليوم – قصة الإسلام
كانت قبيلة بني عدي العربية الأصل قد نزحت من الجزيرة العربية إلى صعيد مصر منذ أيام الفتح الإسلامي لمصر، وقد استقرت هذه القبيلة الكبيرة في صعيد مصر «عند محافظة أسيوط»، فلما احتل الفرنسيون مصر في مطلع سنة 1213هـ فر المماليك إلى الصعيد بعد هزيمتهم في معركة إمبابة وشبراخيت، وبالصعيد أخذ المماليك في تحريض القبائل العربية هناك على الثورة والجهاد ضد المحتل الصليبي، فقويت عزائمهم على الجهاد والثورة، وكانت قبيلة بني عدي أكبر قبيلة عربية بالصعيد.
ثم زاد في عزم قبيلة بني عدي على الثورة قيام مجموعة من المجاهدين الحجازيين، يقدر عددهم بستمائة مجاهد بقيادة شيخ مغربي اسمه «الكيلاني» بعبور البحر الأحمر، والانضمام مع أهل الصعيد في جهادهم ضد الفرنسيين، وفي يوم 13 من ذي القعدة 1213هـ ثارت بنو عدي ومن معهم من أهل الصعيد وحملوا السلاح ضد الفرنسيين، وكانوا قبلها قد امتنعوا عن دفع الأموال وأظهروا العصيان، وهاجم بنو عدي معسكرات الفرنسيين بأسيوط ودار قتال عنيف بين الطرفين، فملك عليهم الفرنسيون تلاً عاليًا وضربوا عليهم بالمدافع بمنتهى العنف حتى دمروا قرى بني عدي تمامًا وأحرقوا زرعهم وجرونهم، ثم كبسوا عليهم وأسرفوا في قتلهم ونهبهم وأخذوا أموالهم لسلب قوتهم وكسر عزتهم عن العودة لمثلها وصادروا أموال عامة أهل الصعيد عقابًا لهم.