ردا على الشبهات المثارة حول حقيقة المنافسة بين بني أمية وبني هاشم، وبيان علاقات المحبة والمصاهرة والتجارة بين بني أمية وبني هاشم
ملخص المقال
مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية مشورة سلمان الفارسي-رضي الله عنه- بحفر الخندق حول المدينة في غزوة الأحزاب، فهل وردت هذه القصة من طرق صحيحة ؟
مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية مشورة سلمان الفارسي-رضي الله عنه- بحفر الخندق حول المدينة في غزوة الأحزاب، فهل وردت هذه القصة من طرق صحيحة ؟
اشتهر في كتب السيرة النبوية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما سمع بقّدوم الأحزاب لغزو المدينة، شاور أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بقوله: "إِنا كنا بفارس إذا حُوصرنا خندقنا علينا، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق حول المدينة ..".
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح): "وكان الذي أشار بذلك سلمان، فيما ذكر أصحاب المغازي، منهم أبو معشر، قال: قال سلمان .. (1)". فذكره، ولم يسق له إسنادًا.
وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن السندى (ت171هـ) روى له الأربعة، وضعّفه الجمهور، وكان الإِمام أحمد يرضاه ويقول: كان بصيرأً بالمغازي (2). وليست العلة في ضعف أبى معشر فحسب؛ بل كون الخبر مرسلًا، حيث ساقه دون إسناد.
ولم يشرْ ابن إسحاق إلى مشورة سلمان الفارسي -رضي الله عنه- وإنما قال: "فلما سمع بهم (أي الأحزاب) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما أجمعو له من الأمر ضرب الخندق على المدينة، فعمل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترغيبًا للمسلمين في الأجر ... (3)".
وإنما ذكره ابن هشام بدون إسناد حيث قال: "يقال إنّ سلمان الفارسي أشار به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (4)".
المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
(1) فتح الباري (7/ 393).
(2) سير أعلام النبلاء (7/ 437)، التهذيب (10/ 420).
(3) الروض الأنف (6/ 262).
(4) الروض الأنف (6/ 272).
التعليقات
إرسال تعليقك