أكد د. راغب السرجاني أن صلاح البشرية بقيام دولة الإسلام، وأن التغيير يأتي على يد القلة
ملخص المقال
التاريخ يزخر بحكم إسلامي راق في كل مراحله، والأمة تحتاج لحاكم صالح يأخذ بها إلى الرقي
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني -المشرف على موقع قصة الإسلام- أن التاريخ يزخر بحكم إسلامي راقٍ في كل مراحله، وأن الأمة تحتاج إلى حاكم صالح يأخذ بها إلى الرقي والنمو؛ مصداقًا لقول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"؛ وذلك لأن آليات الحاكم تختلف عن آليات العالِم، فهي أوسع وأشمل بكثير؛ مما يجعله أكثر تأثيرًا في شعبه من العالِم..
فلدى الحاكم آليات التعليم كالمدارس والجامعات، التي لو رشدت بمنهج سليم وصالح لأخرجت أجيالاً يصنعون الأمجاد لأمتهم، ولدى الحاكم آليات الإعلام من قنوات فضائية وصحف وغيرها، التي لو وُجهت إلى خدمة الإسلام والدعوة إليه لأخرجت مجتمعًا رشيدًا، ولدى الحاكم كذلك آليات التشريع والقوانين، ولدى الحاكم سنّ القوانين التي تحفظ العباد والبلاد وتوفر الحرية والعدالة والأمن، ويضمن كذلك مراقبة تطبيق تلك القوانين وهذه التشريعات.
صرّح بذلك فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني في محاضرة بعنوان إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ألقاها فضيلته يوم الأربعاء الماضي 30 مارس 2011م، بعد صلاة العشاء في مسجد الرواس بحي السيدة زينب بالقاهرة.
وأضاف فضيلته أن هذه الصور ليست من وحي الخيال الذي يتمناه المسلمون، بل كانت واقعًا عاشته الأمة الإسلامية قرونًا على يد حكام صالحين، عرفوا منهج ربهم وطبقوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. وليس معنى ذلك أنهم كانوا بلا أخطاء، بل كانوا يخطئون، وتلك سنة الله في البشر، وكانت أخطاؤهم معدودة، ولنقرأ جميعًا سيرة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم وعبد الرحمن الناصر والمرابطين والموحدين والدولة الأيوبية والمماليك وخلفاء الدولة العثمانية في أول مائتي عام من عمرها وكأنها دولة الصحابة الكرام؛ فالتاريخ يزخر بحكم إسلامي راق في كل مراحله.
وأكد فضيلته أن التجربة المصرية لا ينبغي أن تُقاس على تجربة حماس في فلسطين، أو أردوجان في تركيا، أو طالبان في أفغانستان، أو تجربة إيران أو السودان أو الجزائر على الرغم من الاختلافات الجذرية بين تلك التجارب عن التجربة المصرية. وأضاف فضيلته أنه يجب توحيد المقاييس والمعايير للخروج بتجربة مصرية في ظل حكم إسلامي راق.
وفي سياق آخر، أكد فضيلته أن الشعب الأمريكي طيب القلب والحكومة الأمريكية لها أجندات خاصة وهي لا تعبر عن طبيعة شعبها، وأن الحكومة تستخدم وسائل عدة لتعمي شعبها عن مصائبها في بلاد المسلمين، وأخطر تلك الوسائل الآلة الإعلامية الأمريكية القوية، سواء القنوات الفضائية أو الصحف اليومية التي تصور الإسلام ليل نهار بالإرهاب.
وأكد أن هناك شعوبًا كثيرة في العالم مثل الشعب الأمريكي في هذا التضليل الإعلامي، وخاصة شعوب أمريكا الشمالية واللاتينية؛ مما يزيد المسئولية على عاتق المسلمين في دعوة تلك الشعوب إلى الإسلام.
التعليقات
إرسال تعليقك