يعرض المقال تاريخ المدرسة العادلية الكبرى في دمشق ودورها العلمي والحضاري وملامحها المعمارية منذ نشأتها وحتى العصر الحديث
ملخص المقال
تعتبر المدرسة المسعودية أول مدرسة في الأناضول ومن أشهر المعالم الأثرية بمنطقة ديار بكر، تنسب إلى الملك المسعود الأرتقي صاحب آمد
تعتبر المدرسة المسعودية (Mesudiye Medresesi) والتي تقع بجوار المسجد الكبير "أولو جامع" أول مدرسة في الأناضول ومن أشهر المعالم الأثرية بمنطقة ديار بكر.
منشؤ المدرسة
ترجع تسمية "مدرسة مسعودية" إلى الملك المسعود ركن الدين مودود بن بن الملك الصالح أبي الفتح ناصر الدين محمود بن نور الدين محمد بن فخر الدين قرا أرسلان بن ركن الدولة سقمان بن أرتق بن أكسب، من ملوك دولة الأرتقيين في كيفا وآمد، حكم بين (619 -630هـ = 1222 - 1232م).
وكان المسعود ذكيًّا عالما متمرسًا بعلم الأوائل والحكمة والفلسفة وأنواع الفنون والهندسة، وهو الذي أهدى إلى الصاحب جمال الدّين يحيى بن عيسى بن مطروح المصري (ت 649هـ) كرة غريبة الصنعة، فكتب إليه جمال الدّين:
لنا ملك يجود بكلّ *** ما يحوي ويمتلك
أقلّ عطائه الدّنيا *** وبعض هباته الفلك
وكان الملك المسعود قد أساء السيرة بين الناس، فوصل الخبر إلى الملك الكامل الأيوبي، فسار بجنوده من مصر ومعه ابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب وأخوه الملك الأشرف، سنة 629هـ = 1232م، فملك الكامل آمد من الملك المسعود، قال ابن واصل: "فأحسن الملك الكامل إليه ووعده بإقطاع جليل في الديار المصرية. ولما رجع معه إلى مصر وفّى له بما وعده، وأقام عنده مدة، ثم بدت منه أشياء ردية فاعتقله. ولم يزل معتقلا إلى أن مات السلطان الملك الكامل فأخرجه ابنه الملك العادل، فورد إلى حماة فأقام بها عند الملك المظفر تقى الدين محمود أياما، ثم سافر إلى الشرق فاتصل بالتتر فقتلوه. وهذا عاقبة البغى والفساد".
موقعها
تتميز منطقة ديار بكر الواقعة في الجنوب الشرقي للأراضي التركية، بأنها من أغني المدن التاريخية والحضارية الموجودة في العالم عامة في تركيا خاصة، حيث تتميز بآثارها ومبانيها الفريدة ذات النقوش المعمارية العامرة الجذابة، خاصة المباني الأثرية التي خلفتها الدولة السلجوقية والدولة العثمانية؛ لما لها من جمال و تفرد و بهاء.
من ضمن تلك الآثار الخالدة المدرسة المسعودية Mesudiye Medresesi، أول المدارس على الطريقة الإسلامية التي تم بناؤها في منطقة الأناضول بالكامل، تقع المدرسة بجوار المسجد الكبير ببلدة سور بمنطقة ديار بكر.
تاريخ بنائها
يعود تاريخ إنشاء المدرسة المسعودية ما بن سنتي 594 و 620هـ = 1198 و 1223م. أي تم بناؤها خلال عهد الملك قطب الدين سُقمان بن محمد بن قره أرسلان الأرتقي (581 -597هـ = 1185-1200م)، وناصر الدين محمود بن محمد بن بن قره أرسلان الأرتقي (597 - 619هـ = 1200-1222م)، والملك المسعود ركن الدين مودود بن محمود الأرتقي (619 -630هـ = 1222-1232م). ومن خلال ذلك يتبين أن المدرسة المسعودية، ابتدأ في إنشائها في عهد قطب الدين سُقمان وانتهى البناء أوئل حكم الملك المسعود، وإليه نُسبت.
الدراسة بالمدرسة
كانت المدرسة المسعودية منارة من منارات العلم في العهد الإسلامي، وللمدرسة ميزة كبيرة، حيث كانت أول مدرسة تدرس العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية لتأخذ جميعها مسمى العلوم الإسلامية. حيث كانت تدرس بها العلوم المختلفة من الطب والفيزياء والكيمياء والفلسفة والأدب والشعر العربي والفقه والمذاهب الفقهية والعقدية وعلم الفلك وغيرها من العلوم الإسلامية.
الوصف المعماري للمدرسة
تتكون مدرسة مسعودية من ساحة كبيرة تم بناؤها على هيئة أروقة، في كل رواق يقدم علم من العلوم. تميزت المدرسة بالبناء المعماري الإسلامي البسيط مع النقوش المعمارية المميزة، مع البساطة في البناء. يوجد بها مباني لنوم الطلاب المغتربين ومباني أخرى لتلقي العلوم لجميع المراحل العمرية تقريبا.
وما زالت المدرسة حتى الآن تؤدي دورها، كواحدة من المنارات الثقافية في البلا.
__________________
المصادر والمراجع:
- ابن واصل: فرج الكروب في أخبار بني أيوب، ج5، تحقيق: الدكتور حسنين محمد ربيع - الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، الناشر: دار الكتب والوثائق القومية - المطبعة الأميرية، القاهرة - جمهورية مصر العربية، عام النشر: 1377هـ / 1957م.
- أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر، الناشر: المطبعة الحسينية المصرية، د.ت.
- ابن الفوطي: مجمع الآداب في معجم الألقاب، تحقيق: محمد الكاظم، الناشر: مؤسسة الطباعة والنشر- وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، الطبعة: الأولى، 1416هـ.
التعليقات
إرسال تعليقك