ردا على الشبهات المثارة حول حقيقة المنافسة بين بني أمية وبني هاشم، وبيان علاقات المحبة والمصاهرة والتجارة بين بني أمية وبني هاشم
ملخص المقال
اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقله حيلتي، مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية من طرق صحيحة دعاء النبي بعد خروجه من الطائف "ولقاؤه عداس، فهل ثبت هذا الدعاء وثبت لقاؤه بعداس ؟
من المشهور على الألسنة وشاع مع أنه لم يثبت في السيرة النبوية من طرق صحيحة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف "اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقله حيلتي"، ولقاؤه عداس، فما الصحيح في ذلك ؟ وهل ثبت لقاؤه بعداس ؟
روى ابن إسحاق في السيرة موقف ثقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف ... " فذكر القصة في رفضهم دعوته.
ثم قال: "وقال لهم -فيما ذُكر لي- إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني ... "، ثم ذكر أنهم أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصحيون به حتى اجتمع عليه الناس وألجؤه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، ثم قال ابن إسحاق: "فلما اطمأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: -فيما ذُكر لي- "اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى عدو ملكته أمري! أم بعيد يتجهمني؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي. ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلّا بك".
ثم ذكر قيام عتبة وشيبة بإرسال قطف من عنب مع غلامهما عداس، والمحاورة التي جرت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عداس (1).
قال الشيخ الألباني رحمه الله: "أخرج هذه القصة ابن إسحاق بسند صحيح عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلًا، لكن قوله: (إن أبيتم فاكتموا عليّ ذلك) وقوله: (اللهم إليك أشكو) إلى آخر الدعاء ذكرهما بدون سند .. وروى هذه القصة الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن جعفر مختصرًا، وفيه الدعاء المذكور بنحوه. قال الهيثمي (6/ 35): "وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات" فالحديث ضعيف". ا. هـ كلام الألباني (2).
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح): "وذكر موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب أنه صلى الله عليه وسلم لما مات أبو طالب توجه إلى الطائف رجاء أن يؤوه ... فردوا عليه أقبح رد، وكذا ذكره ابن إسحاق بغير إسناد مطولًا (3)".
وأصل القصة وهو توجهه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وعرضه نفسه الشريفة عليهم فلم يجيبوه صحيح أخرجها البخاري (4) ومسلم (5).
وقال الحافظ العراقي عن الدعاء: "رواه ابن الجوزي في السيرة في دعائه يوم خرج إلى الطائف بلفظ: (وعافيتك أوسع لي). وكذا رواه ابن أبي الدنيا في (كتاب الدعاء) من رواية حسان بن عطية مرسلًا. ورواه أبو عبد الله بن منده من حديث عبد الله بن جعفر مسندًا وفيه من يُجهل (6)".
(1) الروض الأنف 4/ 34.
(2) فقه السيرة 126، وانظر الضعيفة (6/ 486).
(3) فتح الباري (6/ 315).
(4) كتاب بدء الخلق، (فتح الباري 6/ 313).
(5) كتاب الجهاد، باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-، من أذى المشركين والمنافقين (12/ 154 نووي)
(6) تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (5/ 2176).
التعليقات
إرسال تعليقك