المسلمون هم الذين أشاعوا قدسية القدس بين جميع أصحاب المقدسات، فعاد إليها اليهود، بعد أن كانوا مطرودين منها، وظلت هذه السنة الإسلامية ثابتة
ملخص المقال
استطاعت المقاومة المؤمنة على أرض العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال أن تصنع واحدة من أعظم معجزات الإسلام في القرن الواحد والعشرين
عندما غزت أمريكا فيتنام عام 1964م ظلت اثني عشر عامًا قبل أن تشعر بالهزيمة عام 1975م، مع أن فيتنام كانت تساعدها الصين والاتحاد السوفيتي ولاوس وكمبوديا، وتناصرها كل شعوب العالم الثالث دون استثناء.
وعندما غزت أمريكا -ومعها حلف الأطلنطي- أفغانستان في أكتوبر 2001م، وغزت العراق ومعها حلفاؤها الغربيون في مارس 2003م، صمت الكثيرون.. ونافق الكثيرون.. وارتعد الكثيرون.. بل وتواطأ الكثيرون!!
لكن وقبل مضي سنوات قلائل لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، كانت المقاومة الإسلامية وحدها على أرض العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال.. تصنع واحدة من أعظم معجزات الإسلام في القرن الواحد والعشرين.
لقد أعلنت أمريكا انتصار "الفرعونية والقارونية الغربية" في الصدام مع حضارة الإسلام، ولكنها السنوات القليلة التي كشفت فيها المقاومة الإسلامية عن انهيار هذا الحكم الأمريكي المجنون.
فجيوش الفرعونية الأمريكية التي قاربت ربع المليون على أرض العراق تبحث لها الآن عن سبيل للانسحاب بعد أن أصيب 38% من جنودها بالأمراض النفسية، وبعد أن أصبحت مقابرهم في أمريكا كاملة العدد.. فتحققت للمقاومة العراقية للقلة المؤمنة معجزةٌ لا نظير لها في تاريخ الجيوش والحروب والصراعات.
وهذه الجيوش الأمريكية ومعها جيوش حلف الأطلنطي، تبحث في أرض أفغانستان عن مخرج ينجيها من بأس الفقراء أبطال طالبان، وتلوح أمام أعينهم المقبرة التي سيدفنون فيها على أرض أفغانستان، كما سبق ودفنت فيه الإمبراطورية السوفيتية منذ سنوات.
وكذلك الحال مع الجيش الصليبي الإثيوبي الذي ينهار أمام المقاومة الإسلامية على أرض الصومال أفقر بلاد الدنيا على الإطلاق.
وإذا كان هذا هو صنيع المعجزة الإسلامية معجزة المقاومة المؤمنة مع "قوة الفرعونية الأمريكية"، وبهذه السرعة غير المسبوقة في تاريخ الغزو والاحتلال والصراع.. فلقد حدث نفس الإعجاز الإسلامي مع "القارونية الأمريكية" التي سقطت رأسماليتها وليبراليتها في مستنقع الركود والكساد والانكماش والإفلاس.. بعد أن أعلن فيلسوفها فوكوباما أنها "نهاية التاريخ".
إنها واحدة من أعظم معجزات الإسلام والمقاومة الإسلامية والصمود الإسلامي التي بددت في بضع سنوات هذا الحلم الأمريكي المجنون، حتى لكأننا أمام مشهد جديد "للطير الأبابيل"، التي بددت حلم المجنون أبرهة الحبشي صاحب الفيل الذي أراد قبل أربعة عشر قرنًا تدنيس البيت الحرام وقطع الطريق على ظهور الإسلام، كما أراد رعاة البقر قطع الطريق على اليقظة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين.
والمطلوب أمام هذا المشهد المعجز هو الوعي بسنن التاريخ الحاكمة للصراعات بين الحق والباطل على مر التاريخ؛ وذلك ليعتبر الجبناء الذين صمتوا ونافقوا، أو راهنوا على الفرعونية والقارونية الأمريكية، وليعلم الجميع أن لله سننًا في هذه الصراعات التي يفرضها الباطل على الحق.. فالوعي بهذه السنن هو واحد من أمضى الأسلحة في هذه الصراعات.
د. محمد عمارة
المصدر: موقع د. محمد عمارة.
التعليقات
إرسال تعليقك